
نبذه تاريخيه:
منذ أكثر من 10 الاف سنه قام الانسان بتدجين الحيوانات المختلفة في بلاد الرافدين , ومنها الأبقار , الأغنام
والماعز وغيرها. ومن هنا بدأت الفكرة في الاستفادة من لحومها وصوفها وحليبها.
وقد وجدت أثار اللبن في بعض الحفريات التي تم اكتشافها في مصر من زمن الفراعنة , ويذكر أن الفراعنة كانوا يستخدمون الحليب لمعالجة جروحهم بضمادات مخلوطة بحليب (الإلباء) الذي يحوي على مضادات حيوية بنسب عالية.
ونظرا لما يحوي الحليب من فوائد صحية فقد كان هو الغذاء الأول وخاصة للرضع سواء من الإنسان أو الحيوان معا, حيث يحتوي الحليب على مواد غذائية مثل البروتينات , اللاكتوز , الكالسيوم والمغنيسيوم وغيرها الكثير. والتي تساعد في بناء جسم الانسان ونمو العضلات والعظام والاسنان.
وتعد الأبقار اهم مصدر للحليب على مستوى العالم , ويبلغ الإنتاج العالمي من حليب الابقار 500 الى 600 مليون طن سنويا , وتعتبر الهند أكبر منتجي الحليب عالميا.
أما مصادر الحليب الأخرى تأتي من الماعز والغنم والجاموس والنوق.
وتتعدد طرق تصنيع الحليب واشكاله حسب طرق استهلاك البشر في مختلف البلاد والاقطار , وكذلك تتنوع مشتقات الحليب لتشمل مثلا: اللبن , اللبنة , الجبنة , اللبن السائل , القشدة , الزبدة ,السمن ,الحليب المركز والحليب الجاف.
وحيث أن فلسطين من البلاد الحاضرة في التاريخ القديم ,والتي اعتمدت كغيرها على الثروة الحيوانية والزراعية بسبب وفرة الماء والمراعي , فقد كان اللبن من أقدم المأكولات وأكثرها انتشارا فيها الى وقتنا الحالي.
وكان أجدادنا مهرة في اعداد اللبن ومشتقات الحليب بطرق بدائية وتقليدية , حيث بالكاد لا يخلو بيت فلسطيني من حظيرة صغيرة لتربية المواشي وخاصة في القرى والمناطق البدوية الصحراوية التي كانت تعتبر مجتمعات رعوية.
وقد ورث أبناءنا هذا الإرث الكبير من الأجداد لتصنيع اللبن بطرق بدائية في المنزل بهدف الاكتفاء الذاتي او التربح من بيعه.
ومع الزمن بدأت تتطور صناعة الحليب ومشتقاته مع التطور العلمي والصناعي في العالم , وكذلك تطورت طرق التعبئة والتغليف والتسويق مع توفر قنوات البيع المختلفة.
ورافق ذلك تغير في ذوق المستهلكين وانماط استهلاكهم, وخاصة بعد دخول الحليب ومشتقاته في كثير من الصناعات الغذائية.
وانتشرت الكثير من مصانع الألبان في فلسطين كبديل عن المصانع الإسرائيلية التي كانت في لحظات معينة تغرق الأسواق الفلسطينية بمنتجاتها.
وفي بلدة يعبد بمحافظة جنين شمال الضفة المحتلة في فلسطين , كان هناك مصنع صغير لشركة الحفيد للألبان يخطو خطواته الأولى عام 2018 ,ليكبر وينمو ويصبح مصنعا حديثا ينتج الألبان والاجبان واللبنة, ويغطي أسواق شمال الضفة الغربية, ومتطلعا لتغطية السوق الفلسطيني بما يحتاجه من منتجات الألبان ذات الجودة العالية.